إن تقدم الوعي الشعبي الكوردي وحركته السياسية ونضالاته في خضم السياسات التي تمارس في المنطقة ومدى التجاذبات والتنافرات والمتغيرات اللحظية التي تحصل بين الحين والآخر والتي تنفي تحقيق حالة متفاهمة وواعية واضعاف القدرة على متابعة انتقاء المتغيرات المرهونة بحالات تسعى للطمأنينة والاستقرار وكذلك التطورات المعرفية والتكيف مع سرعتها الكبيرة ومعالجة المشكلات لا سيما العقيمة منها والمرتبطة في النهاية بقدرة الجماهير وحركتها السياسية والشعبية الواعية والمتوعية ومقارنة الحاضر مع الماضي وانتقاء صورة مستقبلية والاعداد اللازم له والتخطيط للقائه أو صنعه وكيفية التعامل معه كون أن الفاصل الزمني بين الحاضر والمستقبل أصبح من القضايا الأساسية في وعي الشعوب وتوجيهاتها وجهودها الفكرية وثقافتها الخاصة والعامة ومدى اختيارها لإستراتجيات وسياسات تحمل في مضمونها رسالة مستقبلية سمتها الديمومة والاستمرار تلك الثقافة التي تهدف إلى حقن المجتمع بأكمله وأبعاده ومظاهره بوعي مستقبلي اجتماعي نوعي معاصر ولأن الغد القادم ليس قدرا محتوما أو أمرا مجهولا أو شيئا يفرض تركه للمجهول يتقاذفه الزمن ويؤكسده العوامل الجوية من الضغط والحرارة ولاشك أن المستقبل بصيرة وتبصر وعي وإدراك جهد وعمل تخطيط وتنفيذ فالتاريخ مستودع ومرجعية يقدم لنا أدلة قاطعة على أنه ليس ثمة تقدم حتمي أو تخلف مفروض سنته قوانين خارجة عن سلطان الانسان وإرادته بل تؤكد مجريات الحياة أن هناك على الدوام متسع من خيارات متعددة واتجاهات ورؤى وتصورات استنهاضية وبوعي يرتهن المستقبل الذي يقوم على حرية الإختيار الجماعي الذي يزود من مساحة المستقبل في الحاضر وتطوق مساحة الماضي في الحار فكلما تحررت الإرادة والوعي من ثقل الماضي والتبعية العمياء والمصالح الفئوية والشخصية و من تنفيذ رغبات الغير عاش الإنسان في حاضره مساحة واسعة من المستقبل
0 التعليقات:
إرسال تعليق