مفهوم العامل الثقافي ودوره تتبين اهمية الثقافة ودورها ووظيفتها في التعامل مع الحاضر وامتداداته بين الماضي والوقت الراهن والمستقبل من خلال ادراك واقعنا في البنية والتركيب والجوهر والمضمون وتفاعلاته وتداخلاته والعوامل المؤثرة فيه والوسائل القادرة على استنهاضه وتوظيف القدرات لبناء الغد وصياغته ونظرا لما للثقافة من اهمية بالغة في المجتمعات البشرية فهي بمفهومها العام هي كل ما صنعه الانسان من مجمل النتاج الفكري والمادي للمجتمع بمظاهره الادبية والمعرفية والعلمية والفنية وما يتضمنه من قيم وافكار ومشاعر وعادات وتقاليد وطرائق متعددة في الحياة وآليات تنظيمها فهي عملية النشاط الابداعي الفكري والمادي وعملية ابداع الوسائل القادرة على تحقيق وجود ايجابي فاعل للمعطيات الفكرية والمادية من خلال التجسيد العملي للمعطيات في الواقع الاجتماعي بما يستجيب لمصلحة المجتمع وتحقيق فاعلية الطاقات والقدرات الكامنة وبناء بذلك فالثقافة تتمتع بسمات نسبية لا مطلقة فهي قد تتصاعد للذروة او تنحدر للهبوط وهي توجد وتتطور وينتابها التغيير بوصفها قوة فعالة ومؤثرة في المجتمع وتعبيرا عن حركته وثيقة الصلة بقضايا الوجود البشري ومسيرته الدائمة باتجاه الغد فهي تتكون عبر مراحل تاريخية متلاحقة من عناصر ومكونات محلية داخلية وعالمية خارجية وهي ذات اهداف ومضامين مختلفة وبالتالي يجب فهمها والنظر اليها كنظام حركي مكون من عوامل مختلفة مترابطة ومتفاعلة فيما بينها وعلى نحو وثيق لذا يمكن لنا ان ندرك ان عددا من عناصرها مرتبطة بالايديولوجيا ونوعية ومضمون هذه الايديولوجيا تحدد ايضا مضمون الثقافة واهدافها فطبيعة الايديولوجيا ترتبط برسالة الثقافة للمجتمعات المستهدفة لتغيير واقع ما وللثقافة ابعادها السياسية والاجتماعية فهي تتحول الى ساحة صراع سياسي واجتماعي مؤثر في حراك المجتمع ويتوضح التاثير عبر ازدياد الدور الاجتماعي والسياسي للثقافة في المرحلة الراهنة وكذلك تتوضح فاعلية الثقافة وتاثيرها عبر الازدياد المستمر في تعقيد بنية الثقافة وتركيبها كبناء متشعب نتيجة للثورة العلمية التقنية وثورة المعلومات والاتصالات وايضا عبر مظاهر التباين الثقافي القائمة حاليا في العالم بين ثقافة الدول المتطورة المسلحة باحداث اجهزة الاتصال والتطور السريع للتكنولوجيا وثقافة الدول النامية التي لا تزال ثقافة جنينية او تشوبها شوائب او التي تتعرض لغزو ثقافي منظمة مرتكزة على قاعدة واسعة من التطور العلمي والتقني والمعلوماتي ولما للثقافة من مفهوم واسع وفعالية كبيرة وحركة مستمرة فهي المحرك الاساسي لتاريخ الشعوب كونها مظهر للوعي من جهة ومن جهة اخرى اداة للتطويق والاحتواء فهي تقدم للانسان الادوات المعرفية اللازمة لادراك الواقع وكما هي ايضا في الوقت نفسه عامل تغييب لادراك الواقع وعامل مطوق لاي نزوع يستهدف تحقيق التغيير الاجتماعي فاللثقافة عامل مزدوج فهي إما أن تكون وسيلة وأداة للتفتيت والتغييب والإضعاف والتجهيل والتخلف أو وسيلة للوعي والتحصين واستحضار القوة لمواجهة أي غزو فوظيفة الثقافة ودورها يتعديان حدودها ليشملا كل مظاهر المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وبالتالي فإن وظيفتها عامة في المكان أي وظيفة مجتمعية وعامة ومستمرة في الزمان أي وظيفة تاريخية مستمرة لا تقف عند حدود مرحلة زمنية محددة فهي قاعدة ومنطلق لكل ابداعات المجتمع البشري وإن نوعية الابداعات الفكرية وتجسيداتها المادية تحددان في النهاية نوعية الثقافة القائمة ووظيفتها الاجتماعية وتحددان مضمونها وهويتها في المجتمعات ومن خلال مفهومنا البسيط لماهية الثقافة يتبادر إلى الأذهان السؤال ألا وهو كيف لنا أن نعالج المسألة الثقافية في الحراك الكوردي فهل نعالجها من منظور حزبي آخذين في الحسبان مظاهر التعددية المفرطة القائمة وافرازاتها وبذلك تكون ظاهرة التعددية المفرطة عامل نفي لوجود الثقافة الكوردية أو نعالجها من منظور قومي وكوردايتي متجاوزين بذلك مظاهر التجزئة والانانيات والمصالح الحزباوية والعبث بالقضية و.................الخ كظاهرة طارئة مفروضة قسرا ومتجاوزين أية علاقة وارتباط بين التجزئة بمظاهرها السياسية والاقتصادية والتجزئة ببعدها الثقافي وبيعبير آخر هل يمكن الحديث عن التعددية المفرطة والبغيضة من جهة والوحدة الثقافية على المستوى القومي من جهة ثانية وبالتالي تصبح الوحدة الثقافية على المستوى القومي نقيضا لمظاهر التجزئة الحزباوية القائمة وعندها يحق الحديث عن مظاهر تناقض في واقعنا الكوردي بين مظاهر للتجزئة قائمة موضوعيا وعوامل دافعة لتجاوزها للوصول إلى حالة من الشراكة والعمل المشترك في إطار حصين من الوحدة القومية بوعي وابداع وتفاعل وقدرة على التكيف في خضم بحر عالمي متلاطم الامواج متعدد الثقافات متنوع الاهداف والنزعات عبر مسار تاريخي مستمر ومتواصل
0 التعليقات:
إرسال تعليق