لاشك ان الواقع الراهن في المنطقة يعاني انقسام المكون الواحد على نفسه بسبب ثنائية السل السياسية كقاعدة وأساس ووسائل العسكرة كحالة مفروضة تعد أولوية صرفة ومستقلة عن الرؤى السياسية لدى البعض الآخر ولا شك ان هذه الرؤيا الثنائية تحمل في إطارها اسباب ومظاهر من التناقض وأخرى من التكامل أيضا وكأن ذوي تيار العسكرة نسوا ان فشل الثورات السابقة كانت سياسية وليست عسكرية تعشق البندقية فالخبرات التاريخية قدمت أدلة ساطعة على أن التناقض بين هاتين الوسيلتين قد اسهم ولم يزل في جلب الفشل ومغادرة المولد بلا حمص والمهمة الاساسية هي إدخال عناصر الوعي وإبداع الصيغ والوسائل المناسبة للوضعية القائمة لإخراج النظرة التناقضية للعلاقة بين هاتين الرؤيتين من حيز الواقع فاختيار وعي وجود التناقضات وكذلك وعي وجود مظاهر ضرورة استغلال الظروف ستقودنا إلى الكيفية التي يجب العمل من خلالها لتطويق التناقض وتوسيع العلاقات والإنتقال من حالة التناقض إلى حالة التعاون والتكامل فالموقف المشترك يفرض وعيا مشتركا في وحدة اختيار السبل والوسائل الناجعة وهنا تكمن القضية الأساسية في العلاقة بين المفهومين السابقتين بحسب واقع الحال .
0 التعليقات:
إرسال تعليق